ترأس متروبوليت طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك ادوار ضاهر، رتبة دفن السيد المسيح في كنيسة مار الياس في شكا، بمعاونة الأبوين باسيليوس غفري والبير نصر ولفيف من الكهنة، ومشاركة رئيس بلدية شكا فرج الله كفوري وعقيلته، أعضاء المجلس البلدي، مخاتير البلدة: أرز فدعوس، شليطا عازار وغازي أبي بدرا، لجنة وقف الرعية، الأخوية والشبيبة، جوقة الكنيسة وحشد كبير من المؤمنين.
وحمل المشاركون نعشا رمزيا للسيد المسيح وطافوا به في مسيرة، رافعين الصلوات وسط قرع الاجراس والترانيم الدينية، حزنا على المصلوب، وبعد قراءة الاناجيل الاربعة القى ضاهر عظة، استهلها بالقول: "نشكر الله الذي جمعنا معكم في هذا اليوم المقدس، في خدمة جناز المسيح"، مرحبا ب"الجميع وبخاصة بالآباء والراهبات المحترمين، وبرئيس بلدية وعقيلته وأعضاءالمجلس البلدي، والمخاتير المحترمين، والصديق الأستاذ درويش كرم والأصدقاء وأبناء وبنات هذه البلدة والرعية، ومحطة تليلي لوميار نورالشباب ومندوبي الوكالة الوطنية وكل الصحافيين".
اضاف "اجتمعنا في هذا الاحتفال، لنؤكد إيماننا بأن المسيح قبل الموت عن محبة، وقد أسلم ذاته لأجل خلاصنا. من الناحية المبدأية لا نعظ يوم الجمعة العظيمة، فعظة اليوم، تكمن في حضوركم ومشاركتكم في هذه الصلوات الجميلة، وفي التأمل بالأناشيد والتقاريظ التي نرنمها خلال هذه الليتورجيا. من هذا المنطلق أدعوكم أيها الأخوات والأخوة إلى أن ترفعوا قلوبكم إلى يسوع المصلوب، ونعبر به ومعه إلى القيامة المجيدة".
وتابع "أرحب بكم جميعا في هذه الخدمة الروحية في هذاالمساء المقدس، في ليتورجية جناز المسيح، التي تركز على تأمل يسوع وهو على الصليب، والمعلَّق على الصليب هو يسوع المخلص، ابن الله الوحيد، الذي حمل بصليبه خطايانا. في روحانيتنا الشرقية، نحن لا نرى على الصليب يسوع المسيح فقط، بل نرى العالم معه مصلوبا. إنه لسر عظيم، فالمسيح تألم، ثم قبل أن يصلب من أجلنا. فأية شهادة أكبر من هذه الشهادة؟ ونحن نتسائل لماذا؟ كثيرون يموتون اليوم، من أجل قضايا خاطئة، رغم أنهم يظنون بأنها صحيحة. فالموت لا يشهد للحقيقة!..وحدها محبة المسيح تشهد للحقيقة:
"ليس من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه عن أحباءه" يقول السيد المسيح (يو 15: 13). كما أن قيامة المسيح وحدها، هي علامة هذه المحبة العظيمة، كما جاء في سفر أعمال الرسل (17/31). "الله قدم للجميع علامة حقيقية في يسوع اذ اقامه من الاموات".
واردف "أنتم أيها الأحباء. ألا ترون أننا مازلنا بعيدين عن فهم وصية يسوع الجديدة: أحبوا بعضكم ..كما أنا أحببتكم. فكيف يمكننا أن نفهم القيامة، ما دمنا بعيدين عن بعضنا؟ كيف يمكننا أن نتكلم عن محبة الله، وفي قلبنا تفرقة وحقد وإشاعات وكلام باطل؟ كيف يمكننا أن نعلن إيماننا بالقيامة، ولا نريد أن نتكلم مع بعضنا البعض والنتيجة ما هي؟ مجتمعنا المسيحي ممزق الى شيع وأحزاب. رغم ذلك الوجه المأساوي الذي تعيشه بشريتنا، فنحن نرى حضور يسوع المسيح في قلب آلامنا، تعزية لنفوسنا ورجاء لنا. فنحن نعلم أن أهم حاجة للمتألم أن يرى قربه ومعه من يحبه ويعزيه! من يسمعه ويصغي إليه! وهذا بحد ذاته يخف من الألم. ونحن عندما نرى أن المسيح ما زال مصلوبا على صليب العالم، وعندما نرى العالم مصلوبا على صليب يسوع، ينبت فينا رجاء عارم، فيصير طريق الصليب طريق القيامة والحياة".
وإذ توجه إلى المؤمنين "بهذه الأفكار الروحية، أريدكم أيها الأخوات والأخوة، أن نتأمل في هذا اليوم المقدس، يوم الجمعة العظيم، وجه يسوع المصلوب الذي ينبض بحب كبير لكل واحد منا"، توجه إلى للأم العذراء، بطلب "الدعاء لنا، وقد كانت شاهدة على آلام ابنها وعلى صلبه، لتنعم علينا بمعايدة قيامة يسوع المسيح المجيدة".
وختم "لا يسعني إلا أن أوجه كلمة شكر خاصة إلى مختلف اللجان والهيئات والأصدقاءِ الذين تولوا بعفوية وأريحية، الشؤون التنظمية والتكريمية، التي سبقت ورافقت هذا الإحتفال، وفي مقدمتهم قدس الأب الغيور باسيليوس غفري، كاهن هذه الرعية المحبوبة والأب ألبير نصر، ولجنة الوقف، والأخوية والشبيبة والجوقة وفرق الموسيقى وجميع أبناء الرعية بدون استثناء أحد".
واقيمت في الكنائس والاديرة الكاثوليكية في طرابلس والكورة والبترون، رتبة دفن السيد المسيح بالقداديس والصلوات، وركزت العظات على "ترسيخ المحبة والسلام ونبذ الفتنة والتفرقة، والدعوة الى الحوار لانه السبيل الوحيد لانقاذ الوطن".